قصص مأساوية
--------------------------------------------------------------------------------
تعد خيانة الأمانة الزوجية بالكشف عن أدق تفاصيل العلاقة الحميمية بين الزوجين من
أصعب الأمور وأقساها ولاسيما على المرأة، وتبرز بين الفينة والأخرى في وسائل
الإعلام ومنتديات الانترنت قصصا عن أزواج خانوا "الميثاق الغليظ" وقاموا بنشر صور
وأفلام تعرض للقاءات جنسية مع زوجاتهم على الملأ.
وأدانت الشرائع السماوية والكثير من القوانين الوضعية كشف أستار هذه "الخصوصيات"
بين الزوجين واعتبرتها اعتداء آثما يمس من كرامة المرأة ويجعلها عرضة للأقاويل،
واعتبر الشيخ محسن العبيكان أن تصوير العلاقة الزوجية هوأمر محرم مهما كانت دوافعه.
ومن القصص التي أثارت غضب الرأي العام في مصر وتناقلتها بعض وسائل الإعلام
والمنتديات إقدام تاجر قطع غيار سيارات.. لم يمض على زواجه سوى ستة أشهر بتصوير
المعاشرة الزوجية، وقيامه ببثها مجانا على الهواء مباشرة من خلال شبكة الإنترنت.
وتفجرت أحداث هذه ا"لقضية الخطيرة" عندما فوجئ بعض مرتادي الشبكة العنكبوتية برسائل
مكثفة على (الشات) تدعوهم فورا للدخول إلى أحد المواقع لمشاهدة عرض مجانى بالصوت
والصورة لزوج يمارس الجنس مع زوجته على الهواء مباشرة، واستمر البث أكثر من ساعتين،
وبدأت الكاميرا بالتجول في عش الزوجية السعيد بمصاحبة مثيرة للزوج والزوجة في أوضاع
مختلفة على أنغام الموسيقى الصاخبة.. وانتهت بلقاء جنسى كامل على فراش الزوجية،
وبعد أيام قليلة فوجئ رواد شبكة الإنترنت بتكرار البث المباشر المجاني، وقبل موعد
البث الثالث.. تم القبض على الزوجين.
وحالف الحظ إحدى الزوجات التي اقترنت بزميل عمل لها بإحدى الشركات الاستثمارية
المصرية، حيث عثرت بعد مضي أربعة شهور على زواجهما وهى ترتب خزانة ملابس زوجها على
شريط فيديو، وقد دفعها الفضول كما قالت إلى مشاهدته لتفاجئ بأن الشريط يتضمن أحد
اللقاءات الجنسية بينها وبين زوجها.
وعندما واجهت زوجها بما رأت، و"طلبت منه تفسيرا معقولا" لم تقتنع بمبرراته، وأيقنت
أنه إنسان "مريض وغير طبيعي"، وتقدمت بدعوى طلاق إلى محكمة الأسرة، وبعد ستة أشهر
من التداول قضت المحكمة بطلاقها من زوجها طلقة بائنة مع احتفاظها بجميع حقوقها
الزوجية.
وأوضحت المحكمة في حيثيات حكمها: أن الزوج الذي يرتكب في حق الزوجة مثل هذه الأفعال
الشائنة التي لا ترضاها شرائع أو قوانين يستحيل دوام العشرة معه.. وذلك لكونه غير
أمين عليها نفساً ومالاً.
هددها طليقها بنشر صورها
وتداولت كذلك بعض الصحف المصرية والمنتديات الإلكترونية، إقدام شاب من عائلة ميسورة
قام بعد أشهر قليلة من انفصاله عن زوجته طبيبة الأطفال لخلافات نشبت بينهما
بتهديدها بفيلم يصور معاشرتهم الزوجية دون علمها.
وعندما تناهى لذلك الشاب خبر إعلام خطوبة طليقته "جن جنونه"، وسارع بالاتصال بزوجته
السابقة يطالب فيها بعدم إتمام ذلك الزواج وإلا فإنها ستدفع "الثمن غاليا" من شرفها
وسمعتها وأرسل لها نسخة من الشريط مما كاد يصيبها بانهيار عصبي.
ولم تفلح توسلات تلك الطبيبة "المفعمة بالدموع" كما تقول في ثني زوجها السابق عن
تهديده ووعيده وإرجاعه إلى جادة "الصواب"، ولم تعرف الزوجة السابقة كيف تتصرف
و"ضاقت عليها الأرض بما رحبت"، قبل أن تستجمع شجاعتها وتقرر إبلاغ الشرطة التي قررت
فورا استدعاء الزوج السابق وطالبته بتسليم شريط الفيديو، وتم إتلافه في حضور صاحبة
الشأن. وقبل مغـادرة قسم الشرطة وقّع الزوج السابق على تعهد رسمي بعدم التعرض
لطليقته ماديا ومعنويا.
ونقلت مجلة "أكتوبر المصرية، قصة مهندس بحري بالإسكندرية.. صور ليلة دخلته بكاميرا
فيديو خفية دون علم زوجته الشابة، ثم قام بنسخ الشريط وتوزيعه مقابل مائة جنيه
للنسخة الواحدة.
تكشفت خيوط هذه القصة الغريبة عندما فوجئ جمال غباشى رئيس نيابة الإسكندرية بفتاة
تبلغ من العمر 24 سنة تقتحم مكتبه في حالة هستيرية لتبلغه أن زوجها "عراها" أمام
الناس.
وبعد محاولات مضنية لتهدئة روع الزوجة المنهارة تماما.. تبين أنها متزوجة منذ أقل
من شهر، وأثناء توجهها لشراء بعض الاحتياجات من (سوبر ماركت) مجاور للمنزل، فوجئت
بأحد الأشخاص يقوم بوضع يده على مكان حساس بجسمها، فنهرته وصفعته على وجهه مهددة
إياه بإخبار زوجها فورا.. فرد عليها ردا وقع عليها كالصاعقة أكد فيه أن زوجها صور
ليلة دخلته عليها على شريط فيديو وباع لهم النسخة الواحدة بمائة جنيه.
وبتفتيش شقة الزوجية بمعرفة المباحث عثر على كاميرا فيديو وبداخلها الشريط الأصلي
لليلة الدخلة، وعدد من النسخ المعدة للتوزيع، وألقي القبض على الزوج وأمرت النيابة
العامة بحبسه على ذمة التحقيق.
حدثت مع فنانين
وتكررت القصص السابقة بأساليب وسيناريوهات مختلفة مع بعض مشاهير الفن في العالم
العربي، من أبرزها قصة الراقصة المصرية المعروفة دينا التي تزوجت عرفيا برجل
الأعمال حسام أبوالفتوح.
وتم تسريب شريط لإحدى المعاشرات الجنسية بينهما ما تسبب بـ"صدمة كبيرة" للفنانة
المصرية كما ذكرت أكثر من مرة ووصلت المسألة إلى القضاء المصري.
وقد تنازلت دينا عن القضية التي رفعتها على زوجها عندما قرر، وبحسب بعض وسائل
الإعلام، رئيس المحكمة المستشار حاتم محمد جمال الدين الخولي فجأة تحويل إحدى جلسات
المحاكمة إلى جلسة مغلقة، لعرض "السي – دي"، وبعد مضي عشر دقائق من البث طالبت دينا
بوقف العرض.
وقالت دينا: "هذه المشاهد هي لي ولزوجي وبالفعل تم تصويرها عندما كنا في لندن، ولكن
إعادتها الآن تؤذيني نفسيا، وأضافت دون أن تنظر تجاه أبوالفتوح، "زوجي وسامحته،
بالرغم من كل ما فعله، واليوم أعلن تنازلي عن حقوقي المدنية والجنائية، ولا أريد أن
يظل هذا الموضوع حديث الناس إلى الأبد".
وقد سبق لفنانة لبنانية معروفة مقيمة في القاهرة أن تعرضت لنفس القصة عندما تزوجت
من رجل أعمال مصري، قبل أن تطفو "خلافات عاصفة" على سطح علاقتهما الزوجية بعد بضعة
شهور من الزفاف، مما أدى إلى وقوع الطلاق بينهما.
وبعد أيام قليلة من الانفصال، قام الزوج السابق بإهداء جميع أصدقائه ومعارفه نسخة
من شريط فيديو يتضمن تسجيلا كاملا لأحد اللقاءات الجنسية بينه وبين زوجته السابقة،
ولم يمر شهر واحد.. إلا وكان هذا الفيلم ينتشر بشكل واسع بين الناس سواء على أرصفة
الشوارع عند باعة "السي دي" المتجولين، أو عبر شبكة الانترنت.
وقد دافعت تلك الفنانة المعروفة عن نفسها بـ"جرأة كبيرة"، مشيرة إلى أنها لم تكن
تعلم أن زوجها السابق قام بتصوير مثل هذا الفيلم، ومؤكدة في نفس الوقت أن المعاشرة
التي تم تصويرها كانت في إطار الزواج الشرعى.. ومن ثم فالأمر لا يشينها من قريب أو
بعيد.
وقبل بعضة سنوات شهد الشارع الأردني "فضيحة" مماثلة عندما تمكن لصوص من اقتحام منزل
لفنان أردني وزوجته التي كانت تعمل معه في نفس الفرقة الغنائية.
وقام اللصوص بسرقة عدة محتويات من الشقة كان من بينهما تسجيل مرئي لإحدى اللقاءات
الجنسية بين الزوجين وتم تسريب ذلك الشريط إلى الناس مما دفع بالفنان وزوجته إلى
مغادرة البلاد والإقامة في الخارج.
القاضي وحق "التفريق"
ويرى الداعية الإسلامي المعروف الشيخ عبد المحسن العبيكان أن إقدام الزوج على تصوير
العلاقة الخاصة بين زوجين مسألة شديدة الخطورة.
وذكر العبيكان لـ"العربية.نت" أن حكم الأمر الذي يكون وسيلة للفضيحة ونشر العورة،
"فحكمها حكم المقاصد في الشريعة، حتى لو ضمن الزوجان عدم نشر هذه الأفلام والصور
لأن تلك الصور تبقى عرضة للتداول بين الناس في أي لحظة، ولذلك تحريمها درء للمفاسد
هو الأولى، وهو المتعين".
ولدى سؤال الشيخ العبيكان فيما إذا كانت ثمة حاجة يعتبرها الزوج "حاجة ضرورية" لأن
يقتني مثل تلك الصور والأفلام لاسيما أثناء سفره وبعده زوجته ليغض بصره عن الحرام،
أجاب: " أعوذ بالله فهذا أمر حرام لأنها قد تكون كما ذكرنا عرضة للانتشار أو
النسيان في بلاد السفر والغربة، وبالتالي عرض للانتشار كما ذكرنا آنفا".
ويقول العبيكان إنه في حال تقدمت الزوجة بدعوى أو شكوى ضد زوجها ربما يعاقب الزوج
ويأخذ عليه التعهد بعدم العودة وفي حالة رفضه وإصراره " قد يفرق بينهما القاضي لأن
ما فعله يعد حراما حتى لو سافر الزوج للدراسة واستعان بهذه الصور والأفلام فهذا لا
يفيده شيئا بل تثير شهوته ولا تؤدي إلى نتيجة سليمة".
حد الحرابة
أما الخبير القانوني والمحامي ريان المفتي فيقول لـ"العربية.نت" في هذه الظاهرة،
"للعلاقة الزوجية كامل الخصوصية، ومن الحق الزوجين ممارسة العلاقة الزوجية دون
المخالفة الشرعية، كدخول الزوج دخول غير شرعي بزوجته، وما غير ذلك فهو جائز شرعاً
وقانوناً".
وفي حال تصوير هذه العلاقة- والكلام للمفتي- من أجل استغلال الطرف للآخر، فتكون
مسؤولية ذلك نحو الفاعل والمدبر لذلك، وتعد من الجرائم التي شدد عليها القانون، وقد
تصل إلى حد الحرابة في حال إشهارها وتوزيعها، وأما إن كان الأمر من الأمور الخاصة
بين الزوجين، وتم سرقتها أو حصول طرف آخر عليها بطرق غير نظامية، فتكون أصابع
الاتهام موجهة له، مع عدم إعفاء الزوجين من وجوب التحقيق، لمعرفة أسباب التصوير
وكيفية تسربها، ولن يعفيهم عن العقوبة في حال توفر القصد الجنائي بفعلهم.
منظمات دولية لحماية الخصوصية
من جانب آخر، تذكر الخبيرة الاجتماعية د. ريم الصبان: "أن تصوير العلاقات الحميمية
بين الزوجين من قبل الزوج يعتبر عمل غير أخلاقي، ويدخل ضمن مظاهر الخيانة الزوجية،
ومن المعروف أفعال الخيانة الزوجية موجودة منذ بدء الخليقة، ولكن مع التطور التقني
وانتشار وسائل الاتصال والتواصل أصبحت نتائجها تظهر السطح بشكل أوضح وجلي".
ولا تعتقد د. الصبان أن "ظاهرة تصوير الزوجات" منتشرة في مجتمعاتنا العربية بشكل
كبير، "لا اعتقد أنها ظاهرة واسعة الانتشار، بل هي ظاهرة محدودة جدا عند أناس لديهم
إشكاليات أخلاقيات وعندهم خلل ما في سلوكياتهم، واعتقد أن ما يقوم بتصوير علاقته مع
زوجته أو التقاط صور إباحية لشريكة حياته لديه مشكل في تركيبته الإنسانية، ويحتاج
لمعالجة نفسية".
وتشدد الصبان على أن المجتمعات العربية قادرة على التعامل بشكل إيجابي مع وسائل
وأدوات التكولنوجيا، "لان الكثير منا يدرك أن تلك الأدوات هي وسيلة وليست غاية يمكن
استخدامها بعدة وجوه، وللذي يسيئون استخدام بعض التقنيات التكولوجية من خلال
الاعتداء على خصوصيات الناس كتصوير بعض الشباب المراهق لفتيات في المجمعات والأسواق
التجارية أو كما يفعل بعض أصحاب المحلات بوضع كاميرات سرية في غرف قياس الملابس..
اعتقد أن هذه النماذج الشاذة بحاجة لعقوبات رادعة والتشهير الاجتماعي إزاء هذه
الأفعال للاأخلاقية".
ونوهت الصبان في حديثها لـ"العربية.نت" إلى ضرورة أن تلعب مختلف وسائل الإعلام
العربية دورا فعالا في توعية الأفراد من خلال كشف مخاطر مثل هذه الأفعال "الشائنة"
وخطرها على التركيبة الأخلاقية والثقافية لمجتمعاتنا، "وأيضا لا ننسى دور مؤسسات
المجتمع الأخرى ولاسيما المدارس في زرع القيم الأخلاقية الفاضلة لدى أطفالنا
وتوعيتهم وتحذيرهم من ممارسات تلك السلوكيات المنافية لعاداتنا وتقاليدنا الحميدة".
وتشدد د. الصبان على ضرورة أن تكون الزوجة كذلك حذرة وترفض أي ممارسات "غير مقبولة
أخلاقيا واجتماعيا قد يحاول الزوج أن يفرضها عليها، وأن تعلم أن لها خصوصياتها التي
لا يحق حتى لزوجها أن ينتهكها ومن تلك الخصوصيات حقها في أن لا تظهر في صور أو
أفلام بطريقة إباحية ولاسيما فيما يتعلق بأمور المعاشرة الزوجية".
وتردف د. ريم: "حتى في المجتمعات الغربية التي يصفها الكثيرون منا بأنها إباحية
وينتشر فيها الانحلال تكون هذه التصرفات مفروضة من الكثير الأزواج والشركاء لأنهم
يعتبرون العلاقات الجسدية أمر خاص لا يجوز أن ينتشر على الملأ، واعتقد أنه ستتكون
في المستقبل جمعيات ومنظمات دولية هدفها الدفاع عن خصوصيات الإنسان بشكل أو بآخر".
المصدر : صحيفة دنيا الوطن